الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن طاعة الوالدين وبرهما من أعظم الطاعات وأهم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، ولكن طاعتهما يجب أن تكون في غير معصية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الله. رواه الإمام أحمد وأصله في الصحيحين.
وعلى هذا فما دامت أمك لم تأمرك بمعصية ولم تأمرك بترك حفظ القرآن، وإنما أمرتك بتغيير الوسيلة التي تحفظه بها، وهي الاجتماع مع أصدقائك والحفظ معهم حفاظاً على سلامتك، فإن عليك أن تطيعها وتحرص على حفظ القرآن في البيت كما أشارت والدتك.
فلا تعارض إذن بين أمر أمك وحفظ القرآن كما يفهم من سؤالك، وإنما التعارض في الكيفية التي سيتم بها حفظ القرآن، هل هي في الاجتماع مع أصدقائك أو في داخل البيت معها.
ولا يثني عزيمتك أو يقلل من اهتمامك بحفظ القرآن كونه فرض كفاية، فربما انقلب فرض الكفاية إلى فرض عين، إذا كان هناك من هو مؤهل للقيام به ولم يوجد غيره كما أشرت.
ولتعلم أن حفظ القرآن وتعلمه وتعليمه لا يعادله شيء في الفضل والخيرية.. فالقرآن عمدة الملة، وينبوع الحكمة وآية الرسالة وأساس الشريعة، قال عنه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري.
فلتجعل حظفه وتعلمه وتعليمه من أهدافك الأساسية حتى تكون خير الناس كما أخبر الصادق المصدوق.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 33564.
والله أعلم.