الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان والدك على الحال التي ذكرت، فهو على نهج خطير، وأفكار منحرفة، وجملة منكرات منها ما يخرج عن ملة الإسلام، نسأل الله تعالى له التوبة، والهداية إلى الصراط المستقيم.
وأول ما نوصيكم به كثرة الدعاء له بالخير والصلاح، وقد أمر الله تعالى بالدعاء، ووعد بالإجابة، كما قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
ثانيا: يجب نصحه بالرفق والحسنى، وتخويفه بالله تعالى، وبسوء عاقبة أمره لو أنه لقي ربه -سبحانه- على هذه الحال، وخسرانه الدنيا والآخرة. وينبغي أن يسلط عليه بعض الفضلاء من الناس، فلعل الله يجعلهم سببا في هدايته.
ثالثا: لا بأس بإرسال تلك السلسلة المذكورة إليه، إن رجوت تأثيرها عليه، وطمعت في هدايته بسببها، ومجرد احتمال كونه قد يغتاب صانع الفيديو، أو نحو ذلك، فهذا لا ينبغي أن يكون مانعا من ترغيبه في الدين، ودعوته إليه بالحكمة، والموعظة الحسنة؛ لأن ذلك من أعظم البر به.
وإن غلب على الظن حصول عكس ما يرجى من إرسال السلسة الدعوية إليه، فاتركي ذلك، واتخذي ما يمكن من الوسائل الأخرى.
والله أعلم.