الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك على هذه الغيرة على محارم الله عز وجل، وننصحك بمداومة إرشاد زوجتك وبذل النصح لها والحيلولة بينها وبين معاصي الله تعالى لأن ذلك من مسؤوليتك التي أناط الشرع أمرها إليك، قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته.... الحديث. رواه البخاري، وليكن ذلك باللين والرفق والموعظة الحسنة وتبيين حكم الله تعالى حتى تقتنع وترجع عن هذا الذنب.
ولتعلم زوجتك هداها الله أن عليها أن تطيعك في ذلك لأن طاعتك في الأمور العادية التي لا تخالف الشرع من أوجب الواجبات عليها فكيف وأنت تأمرها بما هو واجب عليها أصلاً، وذلك لأن الله تعالى فرض الحجاب على كل مسلمة إذا كانت في مكان يمكن أن يراها فيه رجل أجنبي، ولا شك أن من كانت في الشرفة فهي مظنة لأن يراها المارة من الرجال كما هو معلوم.
والله أعلم.