الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدعوة إلى الله -تعالى- من أفضل الأعمال، وأعظم القربات. قال الله: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}.
والنصوص في هذا المعنى كثيرة، بيد أننا ننصحك بضرورة الاجتهاد في التعلم؛ لتكون دعوتك على بصيرة، ولئلا تفسد من حيث تظن أنك تصلح، قال الله: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف:108}.
ثم إن وسائل الدعوة في زماننا كثيرة جدا، والحمد لله، وكثير منها غير مخوف العاقبة، فاسلك من هذه الوسائل ما لا يغضب والديك، ولا يثير مخاوفهما عليك، مع تحقيق مقصودك من الاشتغال بتعبيد الناس لله - تعالى- ونشر الخير فيهم، وسدد وقارب. واعلم أنه من يَتَحرَّ الخير يُعْطه.
والجمع بين رضا أبويك وعدم إخافتهما عليك، وحصول مقصودك من الدعوة، متيسر الحصول إن -شاء الله- فعليك أن تسلك السبيل المفضية إلى ذلك، وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه.
والله أعلم.