الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي فهمناه من سؤالك؛ أنّ أخاك طلب منك مالا؛ فبعت سيارتك وأقرضته ثمنها، ثمّ وعدك أبوك بعد ذلك؛ أن يشتري لك سيارة، ولم يف بوعده، فإن كان ما فهمناه صحيحا؛ فليس لك أن تأخذي شيئا من مال أبيك دون علمه ورضاه، بحجة أنه وعدك ولم يف، فالمسؤول عن ردّ القرض هو أخوك، والأب ليس ملزما بقضاء دين ولده، والوفاء بالوعد ليس واجبا عند جماهير العلماء، وانظري الفتوى: 390085.
وننبهك إلى أنّ حقّ أبيك عليك عظيم، وإذا فرض أنّه يفضل بعض الأولاد على بعض؛ فهذا لا يجوز له على الراجح، لكنه لا يسقط حقّه عليك، فقد جاء في الأدب المفرد للبخاري: باب بر والديه وإن ظلما.... عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: ما من مسلم له والدان مسلمان، يُصبح إليهما محتسبًا، إلا فتح له الله بابين ـ يعني: من الجنة ـ وإن كان واحدًا فواحد، وإن أغضب أحدهما، لم يرضَ الله عنه حتى يرضى عنه، قيل: وإن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه. انتهى.
والله أعلم.