الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالدعاء بأسماء الله الحسنى أمر مشروع صحيح لا حرج فيه، لقول الله تعالى: وَلِلهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا {الأعراف:180}.
لكن الدعاء باسم مفرد منها مثل: الله، أو الكافي، هكذا مفردا غير مشروع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب العبودية: الِاسْم الْمُفْرد مظْهرا، أَو مضمرا، لَيْسَ بِكَلَام تَامّ، وَلَا جملَة مفيدة، وَلَا يتَعَلَّق بِهِ إِيمَان، وَلَا كفر، وَلَا أَمر، وَلَا نهي، وَلم يذكر ذَلِك أحد من سلف الْأمة، وَلَا شرع ذَلِك رَسُول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-، وَلَا يُعْطي القلبَ بِنَفسِهِ معرفَة مفيدة، وَلَا حَالا نَافِعًا... وَالِاقْتِصَار على الِاسْم الْمُفْرد مظْهرا، أَو مضمرا، لَا أصل لَهُ، فضلا عَن أَن يكون من ذكر الْخَاصَّة والعارفين؛ بل هُوَ وَسِيلَة إِلَى أَنْوَاع من الْبدع، والضلالات، وذريعة إِلَى تصورات، وأحوال فَاسِدَة من أَحْوَال أهل الْإِلْحَاد وَأهل الِاتِّحَاد. انتهى..
وأما الدعاء بعد صلاة الفجر... بالطريقة والأعداد المذكورة: فلا تصح نسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وننصح السائل الكريم بالاشتغال بالأدعية المأثورة الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولكن لا حرج عليه أن يدعو الله تعالى ويذكره بما هو مشروع بأعداد معينة، وفي أوقات خاصة تلائم فراغه، وما أشبه ذلك، شريطة أن لا يعتقد أي فضيلة لهذه الأعداد التي لم ترد في السنة، وإنما يفعل ذلك من باب ضبط وقته، ولا يعتقد أن هذه الأعداد والأوقات سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى: 236206. وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.