الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أن تنصح أمك وتحاول ما استطعت منعها بلطف ورفق من الظلم وإساءة معاملة الناس ومقاطعتهم بغير حق، فإن هذا هو برها المطلوب منك في هذه الحال، ففي حديث البخاري: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره.
وفي رواية مسلم: لينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً، إن كان ظالماً فلينهه فإنه له نصر، وإن كان مظلوماً فلينصره.
واعلم أنه لا يحل لك أن تطيعها في هجران ومقاطعة من قاطعته، وبين لها الحكم برفق فإن أصرت فعاملها بلطف، وقدم أمر الله لأنه لا تجوز طاعة المخلوق في معصية الله، ففي الحديث: لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. رواه البخاري ومسلم.
هذا؛ وننصحك بأن تضع لأمك برنامجاً تربوياً تشغلها به عن المشاكل، وأكثر من إسماعها نصوص الوحي المرغبة في حسن الخلق والإحسان إلى الأرحام والجيران، وحرضها على حفظ القرآن والإكثار من ذكر الله وصلاة النفل في البيت، وذكرها بأحوال الناس في القبور والحشر والجنة والنار، وراجع الفتوى رقم: 13912.
والله أعلم.