الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن تعمد مصافحة النساء الأجنبيات من المنكرات التي ظهرت عند بعض المسلمين، وعلى المسلم أن يتجنبها ويحذر منها، فقد روى البيهقي والطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.
وما دمت لم تتعمد هذا الفعل وقمت بسحب يدك منها بسرعة فإنه ليس عليك إثم -إن شاء الله تعالى- لقول الله تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، وقول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الأحزاب:5],
وننبه السائل الكريم إلى أنه ينبغي له إن كان يعلم أن به مرضاً أن يتعالج منه ويتداوى بالأشياء المباحة والرقية الشرعية، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدواء واستعمال العلاج والرقية الشرعية لأن ذلك لا يتنافى مع التوكل على الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... تدووا عباد الله، فإن الله سبحانه لم يضع داء إلا وضع معه شفاء إلا الهرم.... رواه أحمد وأصحاب السنن، ونسأل الله لنا ولك التوفيق.
والله أعلم.