الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الكلام ذكره ابن مفلح في الفروع فقال: وقال المروذي لأحمد: الرجل يدخل المسجد فيرى قوما فيحسن صلاته؟ يعني الرياء، قال: لا، تلك بركة المسلم على المسلم. اهـ.
ولا يفيد هذا الكلام أن الداخل يرى القوم فيعمل مثل عملهم، وإنما يحمل على أنه يتأنى في صلاته، لئلا يساء به الظن، أو أنه يعيدها لنيل أجر الجماعة. فقد قال ابن مفلح في الفروع بعد ذكره لكلام الإمام أحمد: وجهه القاضي بانتظاره، والإعادة معه، وإلا قصده، واختار في النوادر إن قصد ليقتدى به، أو لئلا يساء به الظن جاز، وذكر قول أحمد... اهـ.
ولو أنه عمل مثل عملهم أياما ثم أصابه فتور، فالعيب ليس في عمله الذي أصاب فيه، وإنما يعاب تقصيره المتجدد، فعليه أن يجاهد نفسه ويحملها على الاستقامة على طريق الحق.
والله أعلم.