الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فطالما أن العامل الوراثي لا يضيف إلا نسبة ضئيلة للإمكانية التي تتمتع بها هذه الوسيلة الطبية لاستشراف المرض، فلا يجوز التسويق لها على أنها فعالة للتشخيص وراثيا، لما في ذلك من الكذب والغش، وهذا ظاهر.
وأما بخصوص عمل السائل في هذه الشركة، والذي ينحصر في التحليلات التقنية، وإرسال النتائج بكل موضوعية للمسؤولين؛ فلا يظهر لنا الحكم بحرمته، بسبب غش إدارة الشركة في التسويق؛ لأنه لا يعين على الغش، وليس لخصوص عمله علاقة مباشرة به.
والمحرم من وسائل الإعانة على الإثم والعدوان هو ما كان مباشرًا، أو مقصودًا.
وراجع في أقسام الإعانة على الإثم والعدوان الفتوى: 321739.
ومع عدم الحكم بحرمة عمل السائل، فإن عليه -بقدر الإمكان- أن يكرر تنبيهه للمسؤولين إلى نقص دقة النتائج، وإلى ضآلة العامل الوراثي في قوة استشراف هذه الوسيلة للمرض، وينصحهم بالموضوعية والصدق في التسويق لها.
والله أعلم.