الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يقل أحد من شراح الحديث المذكور أن العافية المطلوبة تعم السلامة من جميع الآفات؛ لأن ذلك من سؤال الله ما لم يُقدِّره، فإن العبد لا بد أن يصيبه شيء مما يكره كالموت وسكراته، ووحشة القبر ونحو ذلك.
وعلى هذا، فيكون العموم في (العافية) المذكورة في الحديث، يراد به الخصوص. فيكون المراد: اللهم ارزقني العافية التي لا تمتنع على مثلي.
قال العلامة ابن عابدين في حاشيته (رد المحتار على الدر المختار): وَكَذَا قَوْلُهُ: اللَّهُمَّ أَعْطِنِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ لِأَنَّهُ مُحَالٌ، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُرَادَ الْخُصُوصُ بِغَيْرِ مَنَازِلِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَرَاتِبِ الْمَلَائِكَةِ، وَلَا بُدَّ أَنْ يُدْرِكَهُ بَعْضُ الشُّرُورِ وَلَوْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَوَحْشَةِ الْقَبْرِ، فَكُلُّهُ حَرَامٌ. انتهى.
والله أعلم.