الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي يفهم من قرينة الحالة في هذه المسألة، هو أن إدارة المسجد أعطوك هذا المبلغ بصفتك لا تتقاضى راتبًا من الوزارة. فإذا زالت هذه الصفة التي بموجبها تعطيك إدارة المسجد ما تعطيك، فأخبرهم بذلك. وعدم إخبارهم بزوال تلك الصفة عنك، ربما يدخل في الغش والمخادعة.
ففي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي. رواه مسلم، وفي صحيح ابن حبان أنه قال: مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ، وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ.
فإذا أخبرتهم وقرروا عدم قطعها عنك بعد علمهم بها؛ فقد برئت ذمتك.
وكون الأجرة التي تحصل عليها من وزارة الأوقاف قليلة؛ ليس مسوِّغًا لكتمان الأمر عن إدارة المسجد، وبإمكانك التصريح لها بطلب إبقاء مكافأتها، وعدم قطعها لاحتياجك إليها.
والله أعلم.