الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن باب التوبة مفتوح -بفضل الله- فإذا تبت أيتها السائلة بالندم على ذنبك، والعزم على عدم العودة إليه فأبشري بمغفرة الله -تعالى ورحمته-، ولا يلزمك غير ذلك، فقد قال سبحانه وتعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {التوبة:104}، وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ {الزمر:54،53}، وفي سنن ابن ماجه عن ابن مسعود أنّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ، كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. اهــ.
فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا يعاقب التائب على ذنبه في الدنيا، ولا في الآخرة.
قال ابن تيمية -رحمه الله تعالى: التَّائِبَ لَا يُعَذَّبُ لَا فِي الدُّنْيَا، وَلَا فِي الْآخِرَةِ. اهــ.
ومن صدق التوبة أن تجتنبي أسباب المعصية، وتقطعي الطرق الموصلة إليها، وتحسمي مادة الشر. فاحذري من التهاون في التعامل مع الرجال الأجانب، واشغلي وقتك بما ينفعك في دينك، ودنياك، وانظري الفتوى: 110741 والفتوى رقم: 38577
والله أعلم.