الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعلته المرأة من المطالبة بحقّها من معاش أبيها المتوفى؛ ليس فيه عقوق لأمّها، وما فعلته أمّها وإخوانها من الإساءة إليها بسبب حصولها على حقّها من المعاش؛ فهو ظلم وعدوان، لكن حقّ الأمّ لا يسقط بظلمها وإساءتها لبنتها؛ فعلى البنت أن تبر أمّها، وتحسن إليها ما استطاعت ذلك من غير ضرر يلحقها، وحتى ترضي البنت أمّها وتجتنب غضبها؛ فينبغي أن تبين لها أنّ ما فعلته البنت حق لها، وليس فيه ظلم، ولا إساءة إلى أمها، ويمكنها توسيط بعض الصالحين من الأهل، أو غيرهم ممن له وجاهة عند أمّها وتقبل قولهم؛ ليكلموا الأم وينصحوها بألا تظلم بنتها، وألا تغضب عليها بغير حق، وينبغي على البنت أن تجتهد في دعاء الله تعالى أن يهدي أمّها ويرضيها عنها.
والله أعلم.