الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعمل رجلاً من الأزد على الصدقة فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر يهدى له أم لا. رواه البخاري.
ففي الحديث دليل واضح على أن الهدايا التي تعطى للموظف لإنجاز عمله الذي يتقاضى مرتباً عليه حرام، قال النووي رحمه الله: وفي هذا الحديث بيان أن هدايا العمل حرام.
وروى أبو داود من حديث بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً فما أخذه بعد ذلك فهو غلول.
فدل الحديث على أنه ليس للموظف مقابل عمله اللازم إلا ما يأخذه من الدولة، وما زاد على ذلك مما يطلبه أو يعطيه المراجعون له بدون طلب منه يعتبر سحتاً.
ولو أنه ترك هذه الوظيفة وجلس في بيته لما أهدى له أحد، فعلم من ذلك أن ما يأخذه هو رشوة لا هدية ولا صدقة.
وتسميتها بهذين الإسمين تزيين لها لا يخرجها عن حقيقتها، فنشد على يد الأخ السائل أن يثبت على موقفه الرافض للمال الحرام، واعلم أن الله تعالى يبارك في القليل الحلال، ويمحق الكثير الحرام، وفقك الله وثبتك على ما أنت عليه.