الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الرقية بالقرآن، والدعاء بالمأثور، وبما يفهم معناه؛ مشروعة؛ لما في الحديث: من قرأ القرآن فليسأل الله به. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعوف بن مالك لما قال: كنا نرقى في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ قال: اعرضوا عليَّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك. رواه مسلم.
قال الشوكاني في نيل الأوطار: فيه دليل على جواز الرقى، والتطبيب بما لا ضرر فيه، ولا منع من جهة الشرع، لكن إذا كان مفهومًا؛ لأن ما لا يفهم لا يُؤْمَن أن يكون فيه شيء من الشرك. اهـ.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: فليسأل الله به: أي فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة. أو المراد أنه إذا مر بآية رحمة، فليسألها من الله تعالى، وإما أن يدعو الله عقيب القراءة بالأدعية المأثورة. اهـ.
وأما قول الناس : "بحق الشهر اللي هل تاخد الصنت اللي طل"
فهذا من التوسل البدعي الممنوع.
وراجعي في بيان التوسل المشروع، والتوسل الممنوع، الفتاوى: 4413، 28845، 16690،133959
والله أعلم.