الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحفل الذي أقيم بمناسبة الخطبة وظهرت فيه المخطوبة أمام الخطيب في ثوب غير ساتر، وهذه اللقاءات بين الخطيبين من غير حجاب واجتماعهما منفردين في غرفة، وذهابهما في السيارة إلى السوق أو لزيارة أحد الأقارب كلها أمور محرمة وأفعال آثمة، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 18477، والفتوى رقم: 368.
وما ذكرته من تقبل الهدايا وطلبها، إذا كان وسيلة إلى الحرام فلا يجوز أيضاً، وإلا فليس به بأس، وإذا لم يتم الزواج بينهما فليس له أن يسترده منها إلا أن يكون الامتناع كان من جهتها، قال الدردير: فإن أهدى أو أنفق ثم تزوجت غيره لم يرجع عليها بشيء.. ولو كان الرجوع من جهتها، والأوجه الرجوع عليها إذا كان الامتناع من جهتها إلا لعرف أو شرط.
واعلم أن لبس الخاتم بمناسبة الخطبة أو الزواج، ليس له أصل في الشرع فينبغي تركه، وراجع فيه الفتوى رقم: 5080.
وأما المسؤولية التي تسأل عنها وعلى من تقع، فإنها مشتركة، فأما الآباء فلقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6]، وأما الخطيبان فلقول الله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدثر:38].
والله أعلم.