الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب العظمة: حدثنا الوليد، حدثنا أبو حاتم، حدثنا أبو صالح، حدثني يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء في فلكها، فإذا غربت جرت الليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من مشرقها، قال: وكذلك القمر.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: قال ابن أبي الحاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو صالح ... - فذكره بإسناده ومتنه - ثم قال ابن كثير: إسناده صحيح. اهـ.
ورجاله كلهم موثقون، وفي بعضهم خلاف، وأضعفهم: أبو صالح، وهو عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث.
قال الذهبي في الكاشف: فيه لين، صاحب حديث، قال أبو زرعة: حسن الحديث، لم يكن ممن يكذب. وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث له أغاليط، وكذَّبه جزرة. اهـ.
وقال ابن حجر في التقريب: صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. اهـ.
وقال محقق كتاب العظمة: رضاء الله المباركفوري: رجال إسناد المؤلف ثقات، إلا أن أبا صالح -كاتب الليث- كثير الغلط، وكانت فيه غفلة. اهـ.
ويحيى بن أيوب الغافقي مختلف فيه، وقد روى له الشيخان -البخاري، ومسلم-.
وقال الذهبي في الكاشف: أحد العلماء، صالح الحديث، قال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي. اهـ.
وقال ابن حجر في التقريب: صدوق، ربما أخطأ. اهـ.
ومن عِلَل إسناده: عنعنة ابن جريج؛ وهو عبد الملك، بن عبد العزيز، بن جريج المكي، ثقة، من رجال الشيخين، ولكن: كان يدلس، ويرسل. كما في التقريب.
وذكره ابن حجر في طبقات المدلسين في الطبقة الثالثة -وهم: من أكثر من التدليس- فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا، ومنهم من قبلهم.
فقال: وصفه النسائي، وغيره بالتدليس، قال الدارقطني: شر التدليس تدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح. اهـ.
والله أعلم.