الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالهبة تنعقد بالإيجاب والقبول، وتلزم بالقبض عند جماهير أهل العلم، فإذا لم يحصل القبول، لم تصح الهبة.
قال الرحيباني -رحمه الله- في مطالب أولي النهى: وَلَا تَبْطُلُ الْهِبَةُ بِمَوْتِ مُتَّهِبٍ بَعْدَ قَبْضِ وَكِيلِهِ، لِلُزُومِهَا بِالْقَبْضِ.
وَأَمَّا إذَا مَاتَ أَحَدُ الْمُتَعَاقِدَيْنِ قَبْلَ الْقَبُولِ: فَإِنَّ الْعَقْدَ يَبْطُلُ قَوْلًا وَاحِدًا؛ لِعَدَمِ تَمَامِ الْعَقْدِ. انتهى.
فإذا كانت أمّك -رحمها الله- لم تقبل الهبة، بل صرحت بردها، وأنّها تقبضها على سبيل الوديعة؛ فالهبة لم تتم، وهي ملك لك، وليست ملكا للورثة.
والله أعلم.