الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أصاب السائل في حكمه بالحرمة على هذا العمل الإضافي؛ طالما أن الشركة تمنعه إلا في حال الضرورة، فلا يجوز فعله إلا في الضرورة، وهذا لا ينطبق على عمل السائل وزملائه، لأن العمل ليس فيه ما يستدعي العمل الإضافي، أو المجيء في العطلات الأسبوعية أو الرسمية، كما ذكر السائل.
وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقًا، وأبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.
وقول القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم، وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.
وقد أحسن السائل في تركه ذلك لوجه الله تعالى، رغم قدرته عليه وحاجته إليه، فليبشر بالخير من الله الذي لا يضيع أجر المحسنين، فما تركه لله سيعوضه الله خيرًا منه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:2 - 4}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله -عز وجل- إلا أعطاك الله خيرًا منه. رواه أحمد، وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: من يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله. متفق عليه.
والله أعلم.