الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي صحيح مسلم من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة. وفي مسند الإمام أحمد عن السائب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من زرع زرعاً فأكل منه الطير أو العافية كان له به صدقة. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في كل كبد رطبة أجر. وغفر لامرأة بغي لسبب أنها سقت كلباً، روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها.
وبذلك تعرف أن المرء يثاب بما يفعله من الإحسان إلى الطيور، ولكنه إذا كان تركه المحاصيل للطيور يجعله يعجز عن النفقات والمصاريف الواجبة كان ذلك محرماً عليه، لأن القيام بالواجب أولى من فعل المستحب.