الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه يجب التحلل ممن اختلقت عليهم القصص، وتكذيب نفسك عند من سمع ذلك، إذا كان في الكذب إساءة، وقدح في حق من كذبت عليهم.
وأما إن لم يكن فيه إساءة: فيكفي الندم، والإقلاع، والعزم على عدم العودة.
جاء في بريقة محمودية للخادمي: وتوبة البهتان بثلاث: عزمه على تركه، واستحلاله إن أمكن بكونه حيًّا حاضرا، ولا يؤدي إلى فتنة، وإلا فالدعاء، والاستغفار له، والتضرع إلى الله تعالى رجاء أن يغفر الله تعالى، وتكذيب نفسه عند السامعين لبهتانه. اهـ.
وفي شرح مطهرة القلوب لمحمد مولود اليعقوبي الشنقيطي: المحارم التي فيهن حق الآدمي خمسة: دينية كتكفير، وقذف، وعرضية كغيبة، ومالية كغصب، فيجب أن تستحل مظلومك في الثلاث -أي تطلبه أن يبرئك مما ظلمته به- ويجب أن تكذب نفسك عند من شهدت عنده عليه بزور، وهل شرطها لقاذف تكذيب نفسه؟ قولان للشافعي، ومالك.. وذكر بعضهم سقوط الإثم بالتوبة من غيبة لم تبلغه، وأما الحرمية: فيحرم فيها: لإثارته الغيظ: فلا تستحله إلا مبهماً، وأما البدنية كضرب، وقتل، فيجب. اهـ.
والله أعلم.