الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى -تبارك وتعالى- أن يشفي أباك شفاء تاما، ويذهب عنه ما يجد، وأن يجمعكم به سالما معافى.
ونوصيكم بكثرة الدعاء له، فهذا من البر، وربنا -تبارك وتعالى- سميع مجيب، فهو القائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة: 186}.
ولا يجب عليكم سداد دين أبيكم، ولكن إن تيسر لكم سداده، فهذا أمر حسن، وهو من البِرِّ به والإحسان إليه.
وانظري للمزيد الفتوى: 400069.
ولا تزول العصمة بمجرد غياب أبيك، بل تظل الزوجية قائمة، وإذا انقطع خبر أبيك ولم يعرف أمره أو تضررت أمك من غيابه، فلها الحق في أن ترفع الأمر إلى القاضي الشرعي؛ لينظر في أمرها وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية في زوجة المفقود، وقد بينا ذلك في الفتوى: 12338.
وقد أوضحنا فيها المدة التي تتربصها المرأة عند من يقولون بتحديد مدة معينة.
والمسحور إن فعل ما يقتضي الإثم يختلف حكمه باختلاف حاله، فإن كان يعقل أقواله وتصرفاته فإنه يأثم، بخلاف من غلب السحر على عقله فصار أشبه بالمجنون فإنه غير مكلف، فلا مؤاخذة عليه، كما سبق بيانه في الفتوى: 296323.
والله أعلم.