الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان عندك مال لا تحتاجين إليه في الوقت الحاضر، وكانت أختك قادرة على الوفاء، ولا تخافين من مماطلتها؛ فنصيحتنا لك أن تقرضيها؛ صلة لرحمها، وابتغاء لما عند الله من المثوبة لمن يقرضون قرضا حسنا.
فالإقراض الحسن عمل صالح يحبه الله، ويثيب عليه أعظم الثواب، ففيه صلة رحم، وفيه إعانة وتيسيرعلى المسلمين؛ فأبشري بالأجر والخير والبركة.
ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ...
وفي المعجم الأوسط للطبراني عن ابن عمر: أن رجلا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله: أيُّ الناس أحب إلى الله؟ وأيُّ الأعمال أحب إلى الله -عز وجل-؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أحب الناس إلى الله؛ أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله؛ سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا..."
وفي السنن الكبرى للبيهقي عن أبي الدَّرداءِ -رضي الله عنه- قال: لأن أُقرِضَ دينارَينِ مَرَّتَينِ أحَبُّ إلَىَّ مِن أن أتَصَدَّقَ بهِما؛ لأنِّي أُقرِضُهُما فيَرجِعانِ إلَيَّ فأتَصَدَّقُ بهِما، فيَكونُ لِي أجرُهُما مَرَّتَينِ.
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من سره أن يبسط له في رزقه، أو يُنْسَأ له في أثره، فليصل رحمه.
والله أعلم.