الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أن تشغلي نفسك بالتفكير فيما ينفعك ويزيد إيمانك، وتستغلي أوقات الفراغ في أعمال تعود عليك بالنفع في دينك، وفي دنياك من مطالعة الكتب النافعة وتلاوة القرآن الكريم والأعمال اليدوية.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه البخاري.
قال الحافظ في الفتح: قد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً، فإذا اجتمعت وغلب عليه الكسل.. فهو المغبون، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة.. فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله تعالى فهو المغبوط، ومن استعملهما في معصية الله تعالى فهو المغبون.
ومما يعينك على الطاعة وزيادة الإيمان والبعد عن المعاصي والذنوب، صحبة الصالحات من أمثالك والاشتراك معهن في أعمال نافعة، وقد تكتشفين من خلال ذلك مواهبك واهتماماتك الخاصة التي تبدعين فيها فتنفعين بذلك نفسك ومجتمعك.
وقبل ذلك وبعده ننصحك بالمحافظة على الفرائض وخاصة الصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر... كما ننصحك بالبعد عن المحرمات، وخاصة الأغاني والصور الخليعة التي تثير الشهوة، وتدفع إلى الذنوب.
وعليك بما استطعت من صوم النافلة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.