الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، وكشف عنا وعنك كل حزن وكل مكروه، أن ما قاله الأطباء ليس أمرا حتميا، فهم وإن كانوا أهل خبرة بالأمراض وأنواع العلاج وخصائص الطفولة وغير ذلك من المسائل الداخلة في مجال اختصاصهم، فإنهم مع ذلك لا يستطيعون الحكم على أمر مستقبل إلا ظنا واجتهادا، والله وحده هو الذي يعرف عواقب الأمور.
وليس صحيحا أن يوجد مرض لا علاج له، فقد روى الإمام أحمد والحاكم وابن حبان عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله عز وجل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله. وفي قصة أيوب عليه السلام وشفائه بعد ما يئس منه الناس كلهم دليل على ذلك، ولكن أهل الطب لا يوفقون في بعض الأحيان إلى العلاج.
وقد أحسنتم فيما أقبلتم عليه من الدعاء وتلاوة القرآن، وفيما قررت من التحجب، فإن رضا الله واستجابة الدعاء منه إنما ينالان بطاعته والتقرب إليه، ويجب أن يكون كل ذلك امتثالا لأمره ورغبة في ثوابه، لا من أجل شفاء المريضة فحسب.
واعلمي أنما سيقضي به الله لهذه البنت من شفاء أو غيره هو خير لك على كل حال.
ففي صحيح مسلم وعند أحمد والدارمي من حديث صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
والله أعلم.