الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن المرء يجوز أن يتعلم من الملحد ومن أهل أي ملة أخرى من ملل الكفر، لما ثبت من تعلم أولاد الصحابة الكتابة على المشركين من قريش أسرى بدر حين جعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فداء من لم يجد من المال ما يفدي به نفسه. أخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان ناس من الأسرى يوم بدر ليس لهم فداء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة..
ولكن هذا الجواز مقيد بما إذا لم يكن في تعلم المسلم من الكافر ما يمكن أن يفتنه في دينه، فتمسك المرء بدينه هو أولى الواجبات عليه وآكدها، لأنه الوسيلة الوحيدة لفوزه وفلاحه في الدنيا والآخرة.
وعليه، فإذا كان أستاذك في مادة حقوق الإنسان لا يريد منك مخالفة شرعية ولا يعلمك تعليما منافيا للدين الإسلامي فلا مانع من حضورك محاضراته ودروسه، وأما أولئك الأساتذة الذين يدعون الطلبة إلى زيارة الكنيسة سرا ويقترحون عليهم ترك الإسلام واعتناق المسيحية، فلا يجوز حضور دروسهم ولا المشاركة في أي نشاط معهم، بل الواجب عليكم جميعا وبطريقة منظمة ومدروسة أن تبادروا إلى إدارة المؤسسة لإشعارها بقضيتهم إن كنتم تثقون في أنها ستغير حالهم، وإلا فإلى أي جهة أخرى يمكن أن تغير هذا المنكر الشنيع، ولا تؤخروا ذلك ولا تتوانوا فيه، فإنه شر مستطير، ويلزم توقيفه.
والله أعلم.