الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإفصاح البنت لأمّها برغبتها في منعها من الدخول عليها عند موتها حال غسلها؛ غير جائز؛ لما فيه من إيذاء الأمّ، والإساءة إليها، فضلا عن كون هذا الأمر لا نفع فيه للبنت.
والأمّ مهما أساءت لبنتها؛ فحقها عليها في البر والمصاحبة بالمعروف باق لا يسقط، فلا يجوز إيذاؤها.
وراجعي الفتوى: 103139
فإن كانت أمّك تفضل أختك عليك، وتسيء معاملتك؛ فكلميها في ذلك بأدب ورفق، أو وسِّطي من يكلمها في ذلك ممن تقبل قوله من الأقارب.
واحرصي على برّ أمّك والإحسان إليها، بإلانة الكلام، والتودد إليها بالحسن من الأقوال والأفعال، فإنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة، ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت: 34}.
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء، فكيف بالأمّ التي هي أرحم الناس بولدها! وكذا مع الأخت التي هي من أقرب الأرحام.
والله أعلم.