الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر أن الجهة المانحة لم تدفع ذلك المال لأجل أن تتملكه أنت، وإنما أرادوه أجرةً لتعليمك اللغة في المدارس، وإذا كان هذا هو الواقع، فإن تلك النقود تتعين أجرةً، ولا تملكها أنت.
جاء في أسنى المطالب: وَلَوْ أَعْطَاهُ دَرَاهِمَ، وَقَالَ: اشْتَرِ لَك بِهَا عِمَامَةً، أَوْ اُدْخُلْ بِهَا الْحَمَّامَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، تَعَيَّنَتْ لِذَلِكَ، مُرَاعَاةً لِغَرَضِ الدَّافِعِ، هَذَا إنْ قَصَدَ سَتْرَ رَأْسِهِ بِالْعِمَامَةِ، وَتَنْظِيفَهُ بِدُخُولِهِ الْحَمَّامَ، لِمَا رَأَى بِهِ مِنْ كَشْفِ الرَّأْسِ، وَشَعَثِ الْبَدَنِ، وَوَسَخِهِ، وَإِلَّا -أَيْ وَإِنْ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ- بِأَنْ قَالَهُ عَلَى سَبِيلِ التَّبَسُّطِ الْمُعْتَادِ، فَلَا تَتَعَيَّنُ لِذَلِكَ، بَلْ يَمْلِكُهَا، أَوْ يَتَصَرَّفُ فِيهَا كَيْفَ شَاءَ. اهــ.
وما دمت لم تدرس في المدارس، فالواجب رده إلى الجهة المانحة، لأنه ليس ملكا لك، أو تخبرهم بحقيقة ما جرى، فإن أذنوا لك في تملكه فذاك، وإلا؛ فالمال مالهم، وهم لم يدفعوه لك لتتملكه، وكونك مَدِينًا، هذا لا يبيح لك أن تأخذ مال غيرك بدون إذنه، لتسدد به ديونك.
والله أعلم.