الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجب على هذه الفتاة التوبة والاستغفار من تلك العلاقة الآثمة، وقد كان الأولى بها الستر على نفسها وعدم الإخبار بما فعلت من خطايا ولو طلب منها ذلك خطيبها، لأن التصريح بالذنب بعد فعله معصية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه. متفق عليه.
وإذا كانت هذه الفتاة قد تابت من ذنبها وندمت منه كما هو مبين في السؤال، فلا داعي لطلاقها، لأن التوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب عليه، وكونها قد اقترفت ذنبا وتابت منه لا يخرجها ذلك من أن تكون امرأة صالحة ذات دين وخلق، لأن السلامة من الذنوب أمر عسير التحقق على بني آدم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.
وعلى هذا، فندعو هذا الرجل إلى الاستمساك بزوجته وليصرف عن ذهنه ما بدر منها من تصرفات ماضية ما دام أنها أصبحت مستقيمة، وليحذر من ذكر ذلك للغير، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه. وكذا الحال مع الشاب الذي كان يقيم معها تلك العلاقة، خاصة أن في التعرض له مضار كثيرة أقلها شأنا فضح زوجته وقريبته.
والله أعلم.