الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العلاقة بين الإخوان ينبغي أن يسودها الحب والتعاون والتبادل والأدب و....، ولكن إذا حصل أن نزغ الشيطان بين الإخوان فحصل تعد على النفس أو العرض أو المال فيجب على المتعدي أن يتوب إلى الله من ذلك وأن يتحلل من أخيه المعتدى عليه، فإن كان التعدي على المال فليرد له حقه وإن كان على العرض فليطلب العفو، وإن كان على النفس فيتحلل بتمكين المعتدى عليه من القصاص، أو طلب السماح في ذلك كله، ولا ينبغي لمن اعُتذر إليه في شيء من ذلك أن يرد المعتذر، وإننا نذكر هذا الأخ الممتنع من الأخذ بالقصاص أو السماح بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من اعتذر إليه أخوه بمعذرة فلم يقبلها كان عليه من الخطيئة مثل صاحب مكس. رواه ابن ماجه عن جودان مرسلاً، ورواه الطبراني عن جابر وفيه ضعف، وروى الطبراني عن جابر مرفوعاً: من اعتذر إليه فلم يقبل لم يرد علي الحوض. وفيه ضعف، ورواه أبو الشيخ عن عائشة مرفوعاً، وإذا صدقت أخي السائل في توبتك وبذلت جهدك في تمكين صاحبك من القصاص فلم يقتص ولم يسامح، فإننا نرجو ألا يكون عليك شيء في القيامة، ونرجو أن يعوض الله صاحبك هذا في الجنة ما يجعله لا يريد منك شيئاً في الآخرة.
نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع، وراجع الفتوى رقم: 27841، والفتوى رقم: 22430.
والله أعلم.