الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العفو عن مثل هؤلاء ومسامحتهم، وعدم مطالبتهم بما عليهم من مبالغ، هو من المندوبات وأفعال الخير.
غير أنه لا إثم عليك، ولا حرج في عدم مسامحتهم، خصوصا إذا أضرَّ ذلك بك في تحصيل نفقتك ونفقة من تعول.
وإذا كان بعضهم معسرا فيجب إنظاره حتى يوسر، ويستحب إبراؤه وإسقاط الدين عنه، أو شيء منه. فإن ذلك من أفضل الصدقات.
قال الله عز وجل: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة: 280}. فسمى الله -سبحانه- إبراء المعسر والوضع عنه، صدقة.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه.
والله أعلم.