الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تجوز لكِ مقاطعة أمّكِ، فهذا من العقوق لها، وهو من أكبر الكبائر، وحقّ الأمّ على أولادها عظيم. وعلى فرض أنّ أمّكِ ظلمتكِ، أو أساءت إليكِ بسبب أختكِ العاقة لأمّها؛ فكل ذلك لا يسقط حقّها عليكِ. ولا يبيح لكِ مقاطعتها.
جاء في الأدب المفرد للبخاري -رحمه الله: باب بر والديه وإن ظلما ـ وأورد تحته أثرًا عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: ما من مسلم له والدان مسلمان، يُصبح إليهما محتسبًا، إلا فتح له الله بابين ـ يعني: من الجنة ـ وإن كان واحدًا، فواحد، وإن أغضب أحدهما، لم يرضَ الله عنه حتى يرضى عنه، قيل: وإن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه. انتهى.
وراجعي الفتوى: 401791.
فتوبي إلى الله تعالى، وصِلي أمّكِ، ولا تضيعي ما بذلت في السنوات الماضية من الجهد، والصبر على رعاية أمكِ، واجتهدي في برها، والإحسان إليها قدر طاقتك.
وبخصوص أختكِ: تشاوري مع بعض العقلاء من الأقارب، أو غيرهم من الصالحين، للنظر في التصرف الأصلح معها.
والله أعلم.