الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا لا يعد من الرياء، ما لم يكن الدافع لحفظك هو ثناء أبيك عليك، لأن الرياء هو أن يعمل العبد عملا ليراه الناس، فيثنون عليه، أو يمدحونه، وأما ثناء الناس ومدحهم من غير أن يقصد المرء بعمله التمدح، ولا المراءاة، فلا حرج فيه، بل قد يكون من عاجل بشرى المؤمن، كما في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن أبي ذر قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن. اهـ.
قال النووي: وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه، ومحبته له، فيحببه إلى الخلق. اهـ
وقال ابن رجب: إذا عمل العمل لله خالصًا، ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك، ففرح بفضل الله ورحمته، واستبشر بذلك، لم يضره ذلك، وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سئل عن الرجل يعمل العمل لله من الخير، ويحمده الناس عليه، فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن ـ خرجه مسلم، وخرجه ابن ماجه، وعنده: الرجل يعمل العمل لله، فيحبه الناس عليه. اهـ. باختصار من جامع العلوم والحكم.
والله أعلم.