الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان حال أبيكِ -كما ذكرت- فهو على خطر عظيم، لكن ذلك لا يسقط حقّه عليكِ في البرّ، والمصاحبة بالمعروف، فإذا أمرك بشيء مباح له فيه غرض صحيح، وليس عليك فيه ضرر؛ فالواجب عليك طاعته فيه، وإن كان فيه مشقة عليك، أمّا إذا كان عليه فيه ضرر؛ فلا تجب طاعته، ولا تأثمين بمخالفته.
قال ابن تيمية –رحمه الله: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا، وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَضُرَّهُ وَجَبَ، وَإِلَّا فَلَا. انتهى من الفتاوى الكبرى.
فإن كان عليكِ ضرر في غسل ثياب أبيكِ بيديكِ؛ فلا حرج عليكِ في الامتناع من ذلك، وأمّا إذا كنتِ لا تضررين؛ فالواجب عليكِ طاعته ولو كان فيه مشقة عليكِ، واحتسبي أجر الصبر على طاعة الوالد، فأجرها عظيم عند الله.
وعلى أية حال؛ فعليكِ برّ أبيكِ، وعدم الإساءة إليه، ومن أعظم البرّ به؛ النصيحة له، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر بأدب ورفق، والسعي في إعانته على التوبة إلى الله تعالى، والاستقامة على طاعته.
والله أعلم.