الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صلة الرحم واجبة وقطعها محرم، ويدل لذلك قوله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ [محمد:22]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم. رواه البخاري.
واعلم أن صلة الرحم درجات وأدناها ترك الهجران، والصلة بالكلام والسلام، فعليك بالاتصال بأخيك هاتفياً إن لم يكن الوقت مناسبا لزيارته، واحرص على معرفة عنوان أختك لعل الله ييسر اتصالك بها، واعلم أن احتمال الجفاء من الإخوان والصبر عليهم ومقابلة هجرهم بالصلة وإساءتهم بالإحسان أمور ضرورية، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل فقال: يا رسول الله أن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكإنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك. رواه مسلم.
وإن لم يتيسر لك الاتصال بهم فلا حرج عليك لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
والله أعلم.