الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن آفات التعليم المختلط بين الشباب والفتيات في بعض البلاد الإسلامية أنَّه من أسباب إثارة مشاعر الحب والإعجاب بين الجنسين. وللفائدة راجعي الفتوى: 9855.
وكان الأولى أن لا تخبري صديقتك بما وقع في قلبك من حب هذا الشاب، إلا إذا كان ذلك بقصد طلب نصيحتها لك، وإرشادك إلى السبيل الأقوم في التعامل مع هذه الحالة.
وفي كل الأحوال عليك أن تتوبي إلى الله -تعالى- توبة نصوحا، وأن لا تحاولي التواصل مع هذا الشاب بأي شكل من أشكال التواصل ولا التقرب إليه، وغضي بصرك عن النظر إليه، ثم ما يهجم على قلبك بعد ذلك من التعلق به من غير قصد، ولا استرسال في التفكير في أمره، فلا تأثمين بسببه.
واعلمي أنَّ أفضل دواء لداء هذا النوع من تعلق القلب هو الزواج بالشخص الذي شغفك حبًا، فإن استطعت أن تعلميه بواسطة من تثقين فيه من محارمك برغبتك في الزواج منه بطريقة لا تطعن في شرفك وعفتك، ولا تنقص من قدرك؛ فافعلي. فإن حصل ما ترغبين فيه، فالحمد لله.
وإن لم يحصل ذلك، فعليك بالأدوية الشرعية لعلاج داء العشق.
وقد سبق أن ذكرناها في الفتوى: 9360.
ونختم بتكرار ما بدأنا به من الحث على التوبة إلى الله -تعالى- والأخذ بالأسباب الشرعية.
واعلمي أنَّ إطلاق البصر فيما حرم الله -تعالى- ليس بالأمر الهين، والإصرار عليه عاقبته وخيمة. فعليكِ بتقوى الله -تعالى- واستحضار مراقبته، وعظمته، والوقوف بين يديه -جل في علاه- وأن تعلمي أنه يراك، ويعلم خائنة عينيك.
وانظري ثمرات وفوائد غض البصر في الفتوى: 78760.
والله أعلم.