الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه ليس من الإثم أن يدعو المسلم ربه بما يشاء من المباحات، بل إن ذلك جائز ولو في الصلاة، ما لم يشتمل على محظور، أو فحش، أو نحو ذلك، فعند مسلم، وغيره عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.. الحديث، وفي آخره: ثم يتخير بعد من المسألة ما شاء.
وعند البخاري: ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه، فيدعو.
وانظر الفتوى: 108527.
والشعر هو كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح، فلا يمدح لذاته، ولا يذم لذاته، ولكن ينظر إلى مضمونه، فيؤخذ بالحسن، ويترك القبيح، فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الشعر بمنزلة الكلام: فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام. كما في مسند أبي يعلى، عن عائشة، وأخرجه الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن عمرو، وصححه الألباني.
وروى البخاري في الأدب المفرد، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: الشِّعْرُ مِنْهُ حَسَنٌ، وَمِنْهُ قَبِيحٌ، خُذْ بِالْحَسَنِ، وَدَعِ الْقَبِيحَ. وصححه الألباني.
وقال ابن قدامة في المغني: وليس في إباحة الشعر خلاف، وقد قاله الصحابة، والعلماء، والحاجة تدعو إليه، لمعرفة اللغة العربية، والاستشهاد به في التفسير، وتعرف معاني كلام الله تعالى، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ويستدل به أيضاً على النسب، والتاريخ، وأيام العرب. انتهى.
لذلك يجوز لك الدعاء بأن يرزقك الله المهارة في الشعر، فإذا وفقت لذلك، فننصحك أن تتخذه وسيلة تعينك على بيان الحق، ونشر الفضائل، ومكارم الأخلاق، ونصرة الإسلام والمسلمين، وفقك الله تعالى لفعل الخيرات، وترك المنكرات.
والله أعلم.