الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أمّك تطلب منك السفر إليها، وكنت تقدر على دفع المال اللازم للسفر؛ فالواجب عليك السفر لزيارتها، وأمّا إن كنت لا تقدر على دفع المال اللازم للسفر، أو كانت أمّك راضية ببقائك بعيدا؛ فالظاهر لنا -والله أعلم- جواز بقائك دون السفر لزيارتها، ما دمت تبرها، وتصلها بأنواع الصلة المتيسرة لك، وراجع الفتوى: 479740.
واعلم أنّ حقّ الأمّ على ولدها عظيم؛ فاحرص على برّها قدر وسعك، وأبشر ببركة هذا البر في الدنيا والآخرة، فإنّ برّ الأمّ من أحبّ الأعمال إلى الله، وأعجلها ثواباً، وأرجاها، وبركة في الرزق، والعمر، ففي الأدب المفرد للبخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما:.. إِنِّي لَا أَعْلَمُ عَمَلًا أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ.
والله أعلم.