الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان زوجك طلقك لمجرد ما بدر منك من الكلام الذي حمله على المنّ بالإحسان إلى أمّه؛ فما كان ينبغي له أن يطلق، والذي يظهر أن ما حمله على الطلاق هو الإساءة إلى أمه، بقولك: هذا ما علَّمتك أمُّك فعله، وما كان لكِ أن تفعلي ذلك، فعدم الإساءة إلى والدة الزوج، والإحسان إليها، ولعموم أرحامه، هو من أفضل ما يكون لدوام العشرة بين الزوجين، وكذلك إحسانه هو إلى أرحامها.
وتركك زيارة أم زوجك من حيث الجواز فهو جائز، ولكن هل هذا سكون له أثر على علاقتك بزوجك؟ والجواب: لا شك أنه سيؤثر سلباً على علاقتكما، فكل ما وصل الزوج أو الزوجة أرحام الآخر كان ذلك في مصلحة العلاقة الزوجية.
وأمّا حظر مكالمتها وقطعها بالكلية فهو غير جائز، فقد نهى الشرع عن هجر المسلم فوق ثلاثة أيام. ويحصل اجتناب الهجر عند الجمهور بمجرد السلام، أو ردّ السلام. وراجعي الفتوى: 430903
ونصيحتنا لك أن تبادري باستمالة زوجك، والتفاهم معه حتى يراجعك، وتتعاشرا بالمعروف؛ فهذا خير له، ولك، ولأولادكما.
ونصيحتنا لك أن تحسني إلى أمّ زوجك؛ فمن محاسن أخلاق الزوجة، وطيب عشرتها لزوجها؛ إحسانها إلى أهله، وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه.
والله أعلم.