الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجب مقاطعة هذه المرأة صيانة لكم من فسادها ، ويجب على أخيك فراقها وتكون بقولها عن نفسها أنها كافرة قد خرجت من ملة الإسلام ، فإن جددت إسلامها وهي في العدة حل له الرجوع إليها بنفس العقد السابق ، أو بعد انتهاء العدة فبعقد جديد .
ونذكر إخواننا المسلمين بأن أهم ما يطلب في الرجل والمرأة عند الزواج هو الخلق الكريم والدين القويم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك .
قال الإمام المناوي في فيض القدير : (فاظفر بذات الدين) أي اخترها وقربها من بين سائر النساء ولا تنظر إلى غير ذلك (تربت يداك ) افتقرتا أو لصقتا بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل ، قال القاضي : عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها، واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذورن ، سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره، فلذلك حث المصطفى صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه، فأمره بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار، والطلب الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة .
والله أعلم