الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى: 411154أنه يكره تنفيذ الوصية بأمر مكروه، والوصية المذكورة من هذا القبيل، فهي وصية بأمر مكروه، فالكتابة على القبر منهي عنها شرعا.
قال ابن قدامة في المغني: وَيُكْرَهُ الْبِنَاءُ عَلَى الْقَبْرِ، وَتَجْصِيصُهُ، وَالْكِتَابَةُ عَلَيْهِ، لِمَا رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ، وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، زَادَ التِّرْمِذِيُّ: وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَيْهِ ـ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ- وَلِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا، فَلَا حَاجَةَ بِالْمَيِّتِ إلَيْهِ. اهــ.
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية: ذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ، وَالشَّافِعِيَّةُ، وَالْحَنَابِلَةُ، إلَى كَرَاهَةِ الْكِتَابَةِ عَلَى الْقَبْرِ مُطْلَقًا، لِحَدِيثِ جَابِرٍ، قَال: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ، وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَيْهِ. اهــ.
وأيضا: لأن العصمة الزوجية انتهت بعد وفاة زوجها الأول، وراجع الفتوى: 306868
كما أنها إذا اجتمعت في الجنة مع زوجيها في الدنيا، فإنها تكون لآخرهما، وليس للزوج الأول، وانظر الفتوى: 200291.
والخلاصة: لا ننصح بتنفيذ تلك الوصية.
والله أعلم.