الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا ذنب عليك، ولا أثر لما يكتبه المسؤول على حلية راتبك، ما دمت لا ترفض أي عمل أسند إليك، مما تم التعاقد معك عليه، لأن الأجير الخاص إذا بذل نفسه للعمل فلم يستعمله مؤجره يستحق الأجرة كاملة، ما دام مستعدا لما يكلف به، ومحبوسا في وقت العمل عند جهة عمله، لأن إجارة الأجير الخاص ليست على العمل خاصة، وإنما على حبسِ نفسه لجهة العمل في وقت العمل، فقد قال الزيلعي الحنفي في تبيين الحقائق: الخاص يستحق الأجر بتسليم نفسه في المدة، وإن لم يعمل. انتهى.
وقال المَرْغِيناني في بداية المبتدي: الأجير الخاص الذي يستحق الأجرة بتسليم نفسه في المدة، وإن لم يعمل، كمن استؤجر شهرًا للخدمة، أو لرعي الغنم. اهـ.
وقال النووي في روضة الطالبين: إذا سلم الأجير نفسه، ومضى مدة إمكان العمل، وجب على المستأجر الأجرة. اهـ.
وقال البهوتي في كشاف القناع -4/33: ويستحق الأجير الخاص الأجرة بتسليم نفسه، عمل، أو لم يعمل؛ لأنه بذل ما عليه. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية: الأجير الخاص: هو من يعمل لمعين عملا مؤقتا، ويكون عقده لمدة، ويستحق الأجر بتسليم نفسه في المدة، لأن منافعه صارت مستحقة لمن استأجره في مدة العقد..... اهـ.
وأما ما يكتبه المسؤول: فإذا كان مما يخوله له القانون، فلا حرج منه، وإلا فينبغي إصلاح الأمر وفق نظام، وقانون العمل بالجامعة.
والله أعلم.