الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننوه أولاً إلى أنّ المبالغة في الحب، والبغض، وشدة التعلق بالأشخاص أمر غير محمود، فالمشروع للمؤمن ألا يكون حبه كلفا، وألا يكون بغضه تلفا، فقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك بقوله: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي وقال: حديث غريب، وصححه الألباني.
كما أنّ القصد والاعتدال في الأمور، محمود شرعًا، ومن أسباب طمأنينة النفس، فينبغي الحذر من الإفراط في التعلق بالصديق، أو غيره.
وثانياً: الزواج ميثاق غليظ، وعقد عمر ينبغي أن يكون الاختيار فيه على أساس الصلاح، والموافقة، وأن يكون القصد منه الإعفاف، والسكن، وبناء الأسرة الصالحة، والعمل بسنة المرسلين، لا أن يكون القصد منه الانتقام، أو المجاملة.
فإن قدرت على العدل بين زوجتيك، والقيام بحقوقهما؛ فنصيحتنا لك أن تمسكهما، وتعاشرهما بالمعروف. وأمّا إذا كنت لا تقدر على القيام بحق الزوجتين، والعدل بينهما؛ فأمسك أصلحهما، وأنسبهما لك؛ وطلق الأخرى، وأد إليها حقّها.
والله أعلم.