الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أشار الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه التحرير والتنوير إلى الحكمة من ذكر الله عز وجل لآية الحكمة وهي قوله تعالى:يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ [البقرة:269]، وسط آيات الانفاق، فقال: هذه الجملة اعتراض وتذييل لما تضمنته آيات الأنفاق من المواعظ والآداب، وتلقين الأخلاق الكريمة مما يكسب العاملين به رجاحة العقل واستقامة العمل فالمقصود التنبيه إلى نفاسة ما وعظهم الله به وتنبيههم إلى أنهم قد أصبحوا به حكماء بعد أن كانوا في جاهلية جهلاء، فالمعنى: هذا من الحكمة التي آتاكم الله فهو يؤتي الحكمة من يشاء وهذا كقوله: ْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة:231].
قال الفخر نبه على أن الأمر الذي لأجله وجب ترجيح وعد الرحمن على وعد الشيطان هو أن وعد الرحمن ترجحه الحكمة والعقل ووعد الشيطان ترجحه الشهوة والحس.... انتهى.
والله أعلم.