الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتصوير ذوات الأرواح منه ما لا ينبغي الاختلاف في تحريمه وهو ما كان مجسما، ومنه ما هو محرم عند جمهور العلماء، وهو تصوير ذوات الأوراح باليد تصويرا غير مجسم، وهو التصوير بالرسم، ومنه ما يسمى بحبس الظل أو التصوير بالكاميرا، وهو محل اختلاف أيضا، ولكن القول بعدم تحريمه أظهر، وراجع في تفصيل ذلك فتوانا رقم: 680.
ثم إن علة منع تعليق الصور ليس لأنها تمنع دخول الملائكة فحسب، وإن كان ذلك يعتبر إحدى العلل، بل توجد علل أخرى للتحريم، ويمكنك فيها مراجعة فتوانا رقم: 10888.
ثم إن كون الحمام بيتا للجن غير مُسَلَّم، وعلى تقدير صحته فإنه لا يمنع دخول الملائكة لأن الوارد في الأحاديث أن الذي يمنع دخولها هو الصور أو الكلاب.
ففي صحيح البخاري عن سالم عن أبيه قال: وعد النبي صلى الله عليه وسلم جبريل فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه صور ولا كلب. ولم نقف على دليل لمنع الجن دخولهم.
والحاصل أن الصور إن كانت من النوع المحرم فلا يجوز تعليقها داخل الحمام ولا خارجه، ولا اتخاذها على أي وجه، وإن كانت مما يسمى بحبس الظل فإنها وإن كان الأظهر عدم تحريمها فإن الأولى للمسلم أن لا يتخذها إلا لحاجة، وتعليق الصور في الحمام قد لا يمنع الملائكة من دخول البيت إن كان الحمام مستقلا عنه، وأما إذا كان داخل البيت وجزءا منه فالظاهر أنه يمنع.
والله أعلم.