الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس في الحديث ما يدل على ما فهمته، فالحديث في سياق الحض على تفويض الأمور كلها إلى الله -تبارك وتعالى- وتقرير أنه الفاعل لما يشاء، وأن ما قضاه، وأبرمه لا يمكن أن يتعدّى حدّه المقدر له، وهذا راجع إلى قوله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا {الحديد: 22}.
قال الهروي في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: وتعلم- تخصيص بعد تعميم: أن ما أصابك- من النعمة، والبلية، أو الطاعة، والمعصية مما قدره الله لك، أو عليك: لم يكن ليخطئك، أي: يجاوزك، وأن ما أخطأك: من الخير، والشر: لم يكن ليصيبك ـ وهذا وضع موضع المحال، كأنه قيل: محال أن يخطئك، وهو مضمون قوله تعالى: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا {التوبة: 51} وفيه حث على التوكل، والرضا، ونفي الحول، والقوة، وملازمة القناعة، والصبر على المصائب. اهـ.
والله أعلم.