الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس كل تقصير من الزوج، أو إساءة عشرة منه؛ يسوِّغ للمرأة سؤال الطلاق، وقد ورد في الشرع وعيد شديد لمن تسأل الطلاق من غير مسوَّغ، ففي سنن ابن ماجه عن ثوبان، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة.
قال المناوي -رحمه الله- في شرح الجامع الصغير: أَي: فِي غير حَال شدَّة تدعوها لذَلِك. انتهى. وقال السندي -رحمه الله- في حاشيته على سنن ابن ماجه: أَيْ: فِي غَيْرِ أَنْ تَبْلُغَ مِنَ الْأَذَى مَا تُعْذَرُ فِي سُؤَالِ الطَّلَاقِ مَعَهَا. انتهى.
وعلى أية حال؛ فنصيحتنا لك؛ أن تصبري، وتتفاهمي مع زوجك، وتذكريه بما يجب عليه من المعاشرة بالمعروف، وأن تجتهدي في الإصلاح بينه وبين أخيك.
ومن جهة أخرى؛ ينبغي أن تنظري إلى الجوانب الحسنة في صفات زوجك، وأخلاقه، وتتذكري أن الحياة الزوجية -في الغالب- لا تستقيم إلا بالصبر، والتغاضي عن الهفوات، والصفح عن الزلات.
والطلاق في الأصل مبغوض شرعا؛ فلا ينبغي أن يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا استطاع الزوجان الإصلاح، والمعاشرة بالمعروف، ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات، والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق، وانظري الفتوى: 94320.
والله أعلم.