الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي ضمن سؤالك ذكر المشكلة، وذكر العلاج، والحل، لكن القضية ليست في العلم بالحل الذي لا شك أنك تعلمه جيدا، وإنما الشأن في العزيمة الصادقة على العمل، والتطبيق، فاعلم -وفقك الله- أن كل بني آدم خطاء، وما يريده الشيطان منك هو أن يوقعك في المعصية، فتستمرئها، ويهون عليك الخطب، ثم تسترسل فيما وراءها من المعاصي، والآثام، وأنت بما تفعله من التمادي في الذنوب بعد فعل تلك المعصية تحقق له مراده، وليس هذا هو المظنون بك، وأنت فيما يبدو على خير كثير -إن شاء الله-، والحل الذي لا حل سواه، ولا بد أن تلتزم به، وتطبقه هو أن تستقيم على شرع الله -تعالى- ما أمكنك، وتبتعد عن المعاصي كلها صغيرها، والكبير، فإن زللت، وفعلت المعصية، فليست هذه نهاية العالم، فلا تستسلم لكيد الشيطان، ومكره، بل بادر تلك المعصية، بالتوبة النصوح، وسارع بالإفاقة من وقع ذلك الذنب، وإياك والاسترسال مع المعاصي، ويعينك على سرعة الإفاقة استحضار خطر الذنوب، والمعاصي، وخوف سوء الخاتمة -عياذا بالله-، والعلم بأن الموت قد يفجأ في أي وقت، فتحذر أن يأتيك أجلك، وأنت مقيم على غير ما يحب الله، والزم الذكر، والدعاء، والهج بالاستغفار، وسؤال التثبيت على الدين، والإعاذة من كيد الشيطان الرجيم، وإذا فعلت معصية، فألزم نفسك بفعل حسنات زائدة، كتلاوة، أو صلاة، أو صيام، فإن الحسنات يذهبن السيئات، واصحب الصالحين، ولا تترك مجالستهم مهما تكرر منك الذنب، نسأل الله أن يشرح صدرك، وينور قلبك، ويعصمنا وإياك من الفتن ما ظهر منها، وما بطن.
والله أعلم.