الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحقّ الوالد على ولده عظيم، ولا يسقط حقّه بظلمه ولده، أو إساءته إليه، وراجعي الفتوى: 114460.
وقولكِ: حسبي الله ونعم الوكيل- وإن كان في ذاته ليس دعاء على الوالد، ولا إساءة إليه؛ إلا أنّه في عرف كثير من الناس؛ يعد دعاءـ وإساءة إلى من قيلت له؛ فعليكِ الاعتذار من أبيك، وطلب المسامحة منه، والحرص على برّه، والحذر من الإساءة إليه، ولا مانع من النصيحة له، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وخصوصا فيما يتعلق بإساءته لأمّكِ، لكن برفق، وأدب من غير إغلاظ، ولا إساءة، فإنّ أمر الوالدين بالمعروف، ونهيهما عن المنكر ليس كأمر ونهي غيرهما، قال ابن مفلح الحنبلي –رحمه الله: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ، وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. انتهى من الآداب الشرعية.
وعليكِ أمر إخوتكِ بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وحثهم على بر الوالدين، وحسن الخلق.
وللفائدة ننصحكِ بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.